الخميس، 23 يوليو 2009

الي امي


أُمّي كَبُرتُ وظَلَّ الطِّفلُ يَسكنني

كأنَّه البَعضُ مِنْ روحي ومِنْ بَدني

أحسُّهُ فيَّ فيْ صَمتي وفي صَخبي

وفي سُروري وأحزاني وفي شَجني

أغفو فيغفو معي بالهَمْسِ مُرتجِلاً

صدى حَكاياكِ قبلَ النَّومِ في أذُني

يَزورني في الرؤى طيفاً فأحضُنهُ

بكلِّ ما فيَّ مِنْ شَوقٍ و يَحضُنني

يَبكي مَعـي حينما أبكي على زمنٍ

دَفنتهُ تحتَ أنقاضٍ مِـنَ الزَّمنِ

******

يلومُني فيكِ يـا أُمّـي فأعذرهُ

على المـَلامةِ لـكنْ ليـسَ يَعذرني

عَيناهُ بحرانِ مِـنْ شكٍّ ومِـنْ قلقٍ

ودَمعُ عينيهِ مـثلَ الـمَوجِ يُغرِقني

وصوتـهُ سابـحٌ حولي ككوكبةٍ

مـِنَ المَحاذيرِ تَنهاني و تأمـرني

يلومني فيكِ يا أُمّـي وليس مـعي

عذرٌ سوى أنَّ أوجـاعي تُمزِّقني

سَفحتُ في كـفِّهِ دَمعي ليسأَلهُ

عَـنِ الإجابةِ لـكنْ ظـلَّ يَسألني

لِما كَبُرتَ..؟ أنا..! هُمْ كلُّهمْ كـَبُروا

فمَنْ يُحاسِبهمْ أو مَـنْ يُحاسِبني

كُنَّا ندور مَعاً في خيطِ سُبْحتِها

مِنْ أوِّلِ الصَّحوِ حتَّى آخرِ الوَسنِ

ثمَّ انفرطنا و مَـا زالـتْ أصابِعُها

تُقبِّلُ الخيطَ في شَوقٍ و في شَجنِ

هـي السِّنينُ الَّتي تمحو مَلامحنا

يا للقبيحِ الَّذي يأتي على الحَسَنِ

كَبُرتُ حقَّاً..! أرى وجهي فأُنكرُهُ

وحينَ أسألهُ : مَـنْ أنتَ؟ يُنكِرُني

كَبُرتُ حقَّا..! وأظفارُ الأسى حَـفرتْ

في سَحنتي ألفَ تذكارٍ مـِنَ المِحَنِ

كَبُرتُ حقَّا..! وشابتْ فيَّ ذاكرتي

حـتَّى صَحا الطِّفلُ في روحي فذكَّرَني

******

أمَّي أضعتُ طريقَ البيتِ في طُـرقٍ

تلتفُّ مـثل الأفاعي داخلَ المُدُنِ

أعْدو وراءَ أمـانٍ لا مكانَ لـهُ

ومِـنْ ورائي أشباحي تُطارِدُني

أبكي عَـليَّ فـلا يبكي مَـعي أحدٌ

في غُربتي أو يواسيني و يَسمعني

هذي بـلادٌ بـلا قلبٍ قَتلْتُ لها

قلبي الَّذي كـادَ بالأحزانِ يَقتلُني

رميتهُ عندَ رِجليها فمـا رضيَتْ

وبعتها كلَّ أحلامي بـلا ثمنِ

هذي البلادُ المَنافي لستُ أعرِفُها

ولمْ تكنْ قَـطُّ يا أمَّاهُ تَعرِفني

*******

أُمّي و أُمّي و أُمّي كـيفَ أعزفـها

على فَـمي نَغماً في السِّرِ و العَـلنِ

هَلْ تَسمعينَ دَمي يَهتزُّ في جَـسدي

مِـنْ وَقعِها حينما تهتزُّ في أُذني

إنِّـي أعـودُ إليكَ اليومَ مُنكسِراً

أحـبو إلـيكِ وأشواقي تُسابقني

عصيتُ قلبي سنيناً في رضـاكِ فهلْ

جنَّاتُ عَـدْنٍ علـى كفَّيكِ تقبلني

مُدِّي يديكِ أنا أطفو على ألمٍ

كالبَحرِ يَلفظني حيناً ويَبلعني

مُدَّي دَعاءكِ عندَ الفَجرِ أشرعةً

بَيضاءَ يرفعها شَوقي على سُفني

مُدِّي وشاحكِ شطآناً ألـوذ بها

مِنْ غربتي عنكِ يا داري و يا وطني

مُدِّي إليَّ ولو نعشاً ولو كفناً

يا مَنْ تمنَّيتُ لو منديلها كَفَني

و عانقيني أنـا روحٌ بـلا جسـدٍ

و أنتِ آخـرُ فِردوسٍ يُعانـقني

الاثنين، 20 أبريل 2009

ابيات عن الرسول

قدم الربيع قدومه بسام................. فتجملت ببهائه الايام

وتفتحت فوق الربا ازهاره............. فتطيبت من عمرها الانسام

وترى الجنان اورقت اغصانها.......... وتمايلت فحفيفها انغام

غنت نشيدا إذ شداها بلبل................ غنى على اطرافها وحمام

كل الخلائق زينتها بهجه..................وغشى قلوب العالمين وئام

في مولد المختار كل فضيله........... رفعت وعم الكائنات سلام

وبيومه اهل الضلال تزلزلت.............اهواؤهم ولهم هوت اعلام

في يوم مولده تطيب قلوبنا............ ويطيب انشاد لنا ومقام

هذا الذي في حبه قلبي شدا........... فنشيده في وصفكم الهام

وهو الذي فيه الفؤاد بنشوه.............. فكانما قد عالجته مدام

وهو الذي قد فاض نبع زلاله .........وروى قلوب المؤمنبن فهاموا

يا سيدي قلبي المتيم ملؤه............ بك يا امام المرسلين هيام

يا قدوتي مازلت تملك مهجتي.........و كأن حبك للفؤاد زمام

يا منيتي اضحي هواك متيمي .......... ووصال شخصك لا يزال يرام

يا خير مخلوق و اشرف مرسل............صلى عليك الواحد العلام

يا من بعثت الى الوجود مبشرا........... نبراس هديك للورى اكرام

انت الذي ارشدتنا نحو العلا............. وبكف عزمك رسخ الاسلام

انت الذي شيدت قلعه عزنا.................وبنيت حصنا هابه الاعجام

وهديتنا يا سيدي لمحجة.................بيضاء فيها تصقل الافهام

واليوم زغنا عن هداك فلم نزل.........بيد الضياع كاننا انعام

كسرت عزائمنا وامتنا بدت............جسدا عليه تهاوت الاسقام

وتداعت الاقوام تنهش لحمنا......... وبخيرنا يتمتع الأقزام

وتبخترالاعداء في ارجائنا........... فطغى الفساد وزمجر الاجرام

والحق ضاع واحكمت اصفاده.......وبحقه قد اصدر الاعدام

والصدق صار محرما ومغيبا......... وعليه بات يعتم الاعلام

يا امتي لم اوصدت اسماعنا.......... وعلى القلوب استولت الاوهام؟؟؟

ماذا دهانا قد هجرنا منهجا........ ارساه من للانبياء امام؟؟؟؟.

يكفي خنوعا امتي وتشتتا.......... طوي الكتاب وجفت الاقلام